قطاع الشمال... ومحاربة وأد خارطة الطريق
ثلاث عشر جولة للمفاوضات بين الحكومة
وقطاع الشمال ولم تزل القضايا الخلافية
تراوح مكانها متمثلة في الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثامبو امبيكي
مجهوداتها وحركات التمرد بصفة عامة وقطاع
الشمال بصفة خاصة إلا أن جميع الجولات التفاوضية السابقة يتم تعليقها أو انهيارها
بسبب تعنت قيادات قطاع الشمال التي أثبتت للمجتمع الدولي أنها غير راغبة في الوصول
إلى سلام شامل في منطقتين لتحقيق أجندة
قيادتها .
ويبدو أن قيادات قطاع الشمال قد بدأوا
جولة المفاوضات الحالية حاملين معهم مواقف رافضة لجميع مقترحات الحكومة والوساطة
الأفريقية حيث أكد الناطق الرسمي باسم وفد
الحكومة المفاوض حسن حامد أن تمسك وفد الحركة الشعبية بإيصال المساعدات الإنسانية
عبر الحدود من جوبا ولوكوشوكو وأصوصا غير واقعي وغير منطقي وغير قابل للتنفيذ ،
وأوضح أن وفد الحكومة اقتراح تكوين لجنة
مشتركه من الطرفين لإيصال المساعدات الإنسانية من الداخل ، مشيراً إلى أن طرح
الحركة يتعارض ومباديء السيادة الوطنية
وميثاق الأمم المتحدة .
وكانت الحركة الشعبية عرضت خلال
المفاوضات السابقة أن يتم توصيل المساعدات الإنسانية عبر الحدود الاثيوبية ورفضت
الحكومة ذلك المقترح وجددت المقترح ذاته بأن يتم توصيل المساعدات عبر الحدود مع
دولة الجنوب أو اثيوبيا الأمر الذي جعل الحكومة ترفضه من منطلق السيادة الوطنية . وكانت
الحكومة الأثيوبية قد رفضت حينها توصيل المساعدات عبر حددوها دون موافقة الحكومة
السودانية .
بالرجوع إلى المفاوضات السابقة نجد أن
قطاع الشمال رفض وقف إطلاق النار الشامل والترتيبات الأمنية ورفض الحديث حول وقف
العدائيات ، خاصة وأنها جاءت بعد زيارة رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي إلى السودان وعقد لقاءات مع القوى السياسية ورئيس الجمهورية
، وما وجده الوسيط من جدية الحكومة في الحوار الوطني في الداخل والخارج جعله يوضح لقيادات
الحركات المسلحة أنه لابد من التفاوض حول
القضايا الاستراتيجية وليست التفصيلية ولابد من الحديث عن تفاصيل القضايا التي من
شأنها أن تؤدي إلى سلام تحقيق سلام في السودان .
من خلال متابعة ملف التفاوض يتبين بما
لا يدع مجالاً للشك أن الحركة الشعبية قطاع الشمال ليست لديها زمام المبادرة
للتوقيع على اتفاق حول القضايا الخلافية الثلاث ، خاصة وأنها فقدت مواقعها
الاسترتيجية ، كما أن المواطنين في جنوب كردفان والنيل الأزرق أصبحوا يضيقون ذرعاَ
بممارسات قطاع الشمال ، أيضا برز خلال الجولات السابقة خلاف بين مجموعة النيل
الأزرق عن جنوب كردفان في الحركة الشعبية كما كانت هنالك بعض المطالب بفصل قضايا
النيل الأزرق وجنوب كردفان مما يوضح بجلاء أن قيادات قطاع الشمال على المواقف
المتعنت ذاته ما أدى إلى فشل جولة المفاوضات المنطقتين ، إبراهيم محمود الحركة
الشعبية بعرقلة جولة التفاوض ، وقال إن الحركة رفضت التوقيع على خارطة الطريق التي
اقترحها أمبيكي لمدة خمسة أشهر لقتلها ، وعندما تمت حاولت قلتلها بعد التوقيع
عليها ، معتبراً أن توقيعها على الخارطة الأسبوع الماضي كان لتخفيف الضغط الدولى
والإقليمي عليها ، مشدداً على حرص الحكومة للوصول لاتفاق لإيصال المساعدات
الإنسانية للمتضررين .
مما لاشك فيه ان الدعوة للمفاوضات
الأخيرة لقطاع الشمال خاصة بعد الضغوط الدولية والإقليمية على قيادة قطاع الشمال
بضرورة التوقيع على خارطة الطريق والدخول في عملية حوار الوطني ، بجانب الأوضاع
السيئة التي تمر بها قوات قطاع الشمال في منطقتين بعد سيطرة الحكومة على جل
المواقع الاستراتيجية للحركة في المنطقتين فبعد رفض قطاع الشمال التوصل إلى توقيع
اتفاق حول القضايا الخلافية بينه والحكومة يبقى الشارع السوداني في حالة ترقب لما
تحمله مقبلات الأيام ، ويبقى السؤال بين نجاح الحوار الوطني وتحريضات ياسر عرمان
هل يسعى قطاع الشمال لوأد خارطة الطريق ...
رانيا الأمين
تعليقات
إرسال تعليق