مفاوضات بدون " عرمان " ..!
طبعا ولا في الاحلام سيكون هذا
الامر ، اي لن تكون هناك مفاوضات بدون "ياسر عرمان " ، ولكن بالضرورة ،
ايضا لن تكون هناك مفاوضات معه ، وهذا هو ما بدا لنا ، وما وضح وظهر من خلال كل
الجولات السابقة حتى الجولة الاخيرة التي ارتفع فيها سقف امال المواطنين
السودانيين بعد ان وقع ممثلوا نداء السودان على خارطة الطريق .. بعد تمنع استمر
لخمسة اشهر .
حقيقة نتساءل وغيرنا ، ايضا ، عن
الاسباب التي تدفع بالامين العام للحركة الشعبية لـ ( تحرير السودان ) قطاع الشمال
الي تعويض مسارات السلام ، وهذا الامر بات مملا وسخيفا ، لا نعرف القصد الحقيقي من
وراءه الا اذا كان هو المزيد من تمزيق البلاد ، دون اتعاظ بما حدث للجزء المنفصل
من قبل وكون دولة فاشلة اسمها جمهورية جنوب السودان ، جاء انفصالها نتيجة افعال
" عرمان " ومن معه لكنهم مازالوا نتيجة افعال مازالوا في غيهم سادرون ، ولم
يكتفوا بما حدث في دولة جنوب السودان ، بل ارادوا ان يمتد ما حدث فيها ليشمل بقية انحاء السودان النيلي ،
وهو ما يطلقون عليه الهامش ، بعد ان نجحوا ، بطريقة او باخري ، في استمالة بعض
قيادات الحركات الدارفورية المسلحة ، لكن هذه
القيادات تصحوا مرة ، وتغفوا مرات ، رغم ما تراه وتعيشه وتعايشه في دولة
جنوب السودان التي اصبحت منطلقا لعملياتها ( الثورية ) والمسلحة .
نعم ظل ياسر عرمان يبذل قصاري جهده
من اجل عدم الاتفاق او التوصل الي سلام ، وهذا قطعا جنوب ما بعده جنوب ، اذا كيق
يعقل ان يقوم بذلك من يطرح نفسه زعيما وقائدا سياسيا ، فالزعامة والقيادة لا تكون
، الا بالسلام ، لكن عرمان ، فيما يبدو يعلم انه لا يملك من مقومات الرعاية
والقيادة الا ( المال ) الذي يحرك به الاخرين من بعد ، وفق ما يريد وفي اي اتجاه
يريد ، خلال الجولة السابقة من التفاوض ، بدا عرمان في تنفيذ خطته التي اصبحت مكشوفة لافشال تلك الجولة ، رغم
التصريحات الايبابية للقيادات الاخري مجموعة نداء السودان ، اذا بدا عرمان في
اطلاق التصريحات السالبة امام اجهزة الاعلام منذ اليوم الاول للتفاوض رغم روح
التفاؤل التي سيطرت على الاجواء الامة بعد التوقيع على خارطة الطريق ، اخذ يكيل
الاتهامات للحكومة وحلفائها بممارسة القتل الجماعي وتجويع المواطنين في المنطقتين
( النيل الازرق وجنوب كردفان ) ، كانما كان هو وحركته يضمدون جراح المواطن هناك ،
ويوفرون له الدواء والغذاء والكساء والمواطن المسكين يعرف اسباب معاناته ، ويعلم
ان نيران الحرب التي تدور هناك ما كان لها ان تشتعل لولا عرمان ومن معه .
الان طفح الكيل وكاد قاموس
الرجاءات ان ينفد ، وما عادت كل ادوات التجميل تكفي لتزين صورة الحركة الشعبية (
شمال ) التي تلطخت ايديها بدماء الابرياء وتسببت في تشريد المئات ، بل الالاف من
قراهم ومساكنهم ومناطقهم انتاجهم وحقولهم ليصبحوا نازحين يعانون مرارة مرارا
النزوح والاحساس بالخوف من المجهول .
نعم كان عرمان هو الشيخ الذي يقف
وراء كل كارثة ، بل ظل يجتمع باستمرار مع مناوي وجبريل ليتحدثا بلسان واحد يعبر
عما في نفس عرمان ، اي ربط المسارين في التفاوض ، وقد نجح في ذلك الي الحد الذي
يريد ، اذ صرح مني اركو مناوي بانه لا بد من التوصل لاتفاق في المسارين في ان واحد
، لا نستطيع القول بان المفاوضات فشلت تماما ، حتي الان ، لكننا نؤكد علي ان هناك
من نسعي لافشالها ، ونقصد الامين العام للحركة الشعبية ( لتحرير السودانية ) قطاع
الشما ياسر عرمان الذي عقد مؤتمرا صحفيا في الخامس عشر من اغسطس الجاري ، حاول من خلال تحميل الحكومة السودانية افشال
هذه الجولة ، بان قال : ان جهاز الامن والمخابرات الوطني في السودان ، منع الصحف
من نشر تصريحات المعارضة ، او اي تصريحات او حوارات للقادة المعارضين من نداء
السودان ، خاصة الذين يعتمدون ( الكفاح المسلح ) وسيلة للمعارضة .
حدد بيان الامين العام للحركة
الشعبية ( شمال ) ياسر عرمان حدد المناطق التي يزعم انه يمثلها ملايين النازحين في
دارفور وجنوب كردفان وجبال النوبة والنيل الازرق .
عرمان انكر وجود الحكومة بان ذكر
في بيانه انهم اثبتوا للعالم ومن قبله للشعب السوداني عدم رفضهم للسلام وجاهزيتهم
للحوار ، ولكن انظر ( لا يوجد طرف نتحاور معه ) ، ولا توجد حكومة ، يمكن ان تدير
حوارا او سلاما او مصالحة ، وقد اثبتت الحكومة انها غير جادة .
بالله عليكم هل بعد هذه المواقف
امل في ان يتم حوار او تفاوض بين الاطراف المكونة لنداء السودان وبين الحكومة التي
لا يعترف بها عرمان ومن معه ، وحتى ان سلمنا جدلا بانه لا توجد حكومة مثل تلك التي
يريدها عرمان لا بد لنا ان نعترف بها الداخل والخارج ويتعامل معها ، وهو لا حولا
ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، انهم يريدون تفتيت ما تبقي من هذا الوطن ، وسيظل
ذلك هو الهدف الاسمي لهم ان تتهاوي الاصنام وتطير الاحلام بلا اجنحة ! .
مصطفي ابو العزائم
تعليقات
إرسال تعليق