عرمان ... لايرجى منه !!!!



يظل ياسر عرمان الامين العام لقطاع الشمال يضع العرقيل أمام تقدم اي مفاوضات تفضي الى سلام وإنهاء الحرب ، التي هو احد أعمدتها الرئيسية بدعمه اللامحدود لإشعالها سواء في منتطقيين النيل الأزرق وجنوب كردفان أو دارفور ، فهو من يسعى لتقديم العون المادي واللوجستي للحركات المسلجة ورفقائه في قطاع الشمال ، ويظل يستجدي دول الاستكبار التي جعلته مطية لتنفيذ أجندتها بتفتيت السودان ، استجداء لايخلو من مصلحة شخصية ليظل منتفخ (الجيوب ، دولارياً) ، مقابل أن يرضي اعداء الوطن ، ولايهم ان ذلك يضع السودان في خانة الدول متقطعة الأوصال .
فالمفاوضات التي جرت خلال اليومين الماضين باديس ابابا بين وفد الحكومي وقطاع الشمال بغرض الوصول الى نقاط اتفاق تفضي الى مشاركة الحركات المسلحة في الحوار الوطني المزمع اكتمال حلقاته في العاشر من اكتوبر المقبل ، بدأت في أجواء يملؤها التفاؤل والامل في الوصول الى مايرضي الطرفين ، بعد ان وقعت قوى نداء السودان على خارطة الطريق ، وهي التي كانت قد رفضت بشدة على التوقيع ، ووضعت شروطا تعجيزية ضمنتها ملحقا لخارطة الطريق ، وبعد أن واجه نداء السودان ضغوطاً من المجتمع الدولي وانتقاداً حاداً حينما وقع طرف الحكومة على الخارطة ورفض نداء السودان المواقفة على التوقيع بما كشف أمره انه لايرغب في تحقيق السلام ، رضخ أخيرا الى خيار التوقيع .
وبينما حملت الانباء السارة توقيع نداء السودان على خارطة الطريق ، انفتح باب الأمل واسعا أن المفاوضات ستفضي الى اتفاق بين الطرفين لامحال ، إلا ان الواقع كذب كل التوقعات ، وانكشف امر قطاع الشمال والحركات المسلحة ، بان ما قدموا عليه لتوقيع خارطة الطريق ماهو ارضاء لحلفائهم المجتمع الدولى وأحزاب المعارضةالتي مازالت ممانعة للانضمام الى الحوار الوطني كالحزب الشيوعي والحركات المسلحة الأخرى جناح عبد الواحد محمد نور.
وادل على تلك الموافق المراوغة التي أبدتها الحركة الشعبية قطاع الشمال خلال مفاوضات اديس ابابا ، حينما طرحوا مذكرة بها الكثير من البنود التعجيزية ، كتسريح الجيش السوداني وحل جهاز الأمن الوطني والحكم الذاتي لجبال النوبة وجنوب كردفان ، وهي خطوة واضحة تمهد لانفصال هذه الناطق ، كما حدث لجنوب السودان وكاد يحدث لدارفور لولا تدارك الامر ووضع التحوطات اللازمة لمنع ذلك.
ايضا قطاع الشمال بقيادة ياسر عرمان قد فاجأ المتفاوضين وكذلك الآلية الافريقية برئاسة ثامبو أمبيكي والمراقبين ، بإصراره على إدخال المساعدات الانسانية بالطائرات من جوبا ودول اخرى الى مناطق الحركة الشعبية دون اتباع الإجراءات القانونية الصحية  والفنية التي تنظم دخول المساعدات لاية دولة ، مما يعد انتهاكاً للسيادة الوطنية وتهديداص لأمن السودان سيما في ظل الأوضاع السياسية والاضطرابات الامنية التي تشهدها دولة جنوب السودان .
هذا الموقف من ياسر عرمان باعتباره رئيس الوفد لقطاع الشمال يؤكد مراوغته ومناوراته التي تشير إلى انه يعمل بأجندات خارجية لاتصب مطلقاً في مصلحة السودان ،  وهو  يمثل نكوضاَ لقطاع الشمال لما تعهد به ووقع عليه في خارطة الطريق كأساس لوقف العدائيات التي تفضي الى وفق الحرب وتمرير المساعدات الإنسانية ، ويشير ايضاً الى ارتباطه الوثيق بدولة الجنوب والمصالح المشتركة بينهم ، فعرمان يظل يرضي هؤلاء ولا يوقع اتفاقاً إلا اذا ضمن ان دولة الجنوب ستنال منه نصيبا أوفر.
ايضا فإن هذا الموقف يؤكد ان الحركة الشعبية وقعت على خارطة الطريق فقط صورياً وليس اقتناعاً ببنودها ، بالتالي لن تنفذها كما وردت بوثيقتها ، بل ستظل تراوغ ولن تتقدم قيد أنملة نحو الاتفاق وإنهاء الحرب وإحلال السلام .
وحديث عرمان كان واضحاَ خلال مؤتمر الصحفي الذي عقده باديس ابابا ، فهو يسعى لأن يكون هنالك حوار مواز للحوار الجارى الآن بالخرطوم وقد قاربت حلقاته ان تستكمل ، فهو لا يرغب في الانضمام اليه اطلاقاً ، وقالها صراحة ( نحن الآن أصبحت بيننا علاقة شراكة مع نداء السودان والوساطة الافريقية والمجتمع الإقليمي والدولي وهذا ما سنحرص عليه ).
هذا ما قاله ياسر عرمان ، فهل يرجي منه ان يوقع اتفاقاً يمهد لانضمام قطاع الشمال والحركات المسلحة الى الحوار الوطني الذي يعول عليه حل مشكلات السودان عبر وفاق تشارك فيه كل القوى الساسية والمسلحة ؟؟ لا اظن ...
لذا فالافضل ان يستمر اتجاه هزيمة هؤلاء عسكرياً ، وجلهم الآن في أوضاع ضعيفة على أرض المعارك ، لا يقوون على الانتصار ، فمن هزم عسكرياً ينبغي ألا يتطاول ويرفع سقف مطالباته في التفاوض .
د. سامية علي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية