الحكومة تؤكد استمرار إيقاف إطلاق النار بالمنطقتين عقب انهيار المفاوضات
أكد كبير مفاوضي الحكومة مع الحركة
الشعبية قطاع الشمال ، إبراهيم محمود ، التزام الحكومة بإيقاف إطلاق النار الذي
أعلن عنه رئيس الجمهورية المشير عمر البشير . ابدى محمود عقب عودته من أديس أبابا
عقب انهيار جولة محادثات مع الحركة الشعبية قطاع الشمال ، استعداد الوفد الحكومي
لتوقيع اتفاق لإيقاف إطلاق النار - مكتوب وملزم وبه مراقبون وآليات للمراقبة –
مع الحركة الشعبية قطاع الشمال متى ما أرادت ذلك ، متهماً القطاع وحركتي دارفور
بعدم الرغبة في السلام مشيرا إلى انهم وقعوا خارطة الطريق اففريقية لرفع الضغط
الإقليمي والدولي عنهم ، لكنهم كانوا متفقين على عدم تنفيذها وقال إن الحكومة
ستمضي قدماً مع الأطراف الدولية واقليمية في فرض السلام والاستقرار في السودان ،
وأضاف : " الذي يسير في طريق مخالف لطريق السلام والاستقرار في السودان سيكون
هو الخاسر".
بعد عودة الوفد : مفاوضات أديس .. وجهة
نظر رسمية
أكد كبير مفاوضي الحكومة مع الحركة
الشعبية قطاع الشمال حول جنوب كردفان والنيل الزرق ، إبراهيم محمود حامد التزام
الحكومة باستمرار إيقاف إطلاق النار الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية المشير عمر
البشير ، وأبدى محمود في مؤتمر صحفي لحظة وصول الوفد المفاوض إلى الخرطوم قادماً
من أديس أبابا بعد تعليق المحادثات من قبل الوساطة الإفريقية لأجل غير مسمى ، أبدى
استعداد الوفد المفاوض لتوقيع اتفاق لإيقاف إطلاق النار مكتوب وملزم وبه مراقبون
آليات للمراقبة مع الحركة الشعبية قطاع الشمال متى ما أرادت ذلك . وقال إن الوفد
على استعداد للمضي قدماً في جولة أخرى من المحادثات متى مادعت الآلية الإفريقية
رفيعة المستوى الحكومة إلى جولة أخرى . اتهم محمود الحركة الشعبية قطاع الشمال
وحركتي العدل والمساواة جناح جبريل إبراهيم وتحرير السودان جناح مني أركو مناوي
بالتوقيع على خارطة الطريق لرفع الضغط الإقليمي والدولي على تلك الحركات مع اتفاق
بين قادة هذه الحركات لعدم المضي قدماً في تنفيذ اتفاق خارطة الطريق .
معلومات جديدة
كبير مفاوضي الحكومة إبراهيم محمود قال إن
الوفد ذهب إلى أديس أبابا بإرادة سياسة كاملة لتحقيق السلام والوفاق الوطني .
وأشار إلى أن فترة الخمسة أشهر التي أقبت توقيع الحكومة على خارطة الطريق
الإفريقية كانت كافية للأطراف المسلحة لاختيار طريق السلام وأضاف :" ولكن بعد
خمسة أشهر من المماطلة ورفض الحركات التوقيع على خارطة الطريق أتوا ووقعوا على هذه
الخارطة كما هي ولم تعدل فيها ولا شولة واحدة" وقال محمود عقب توقيع الفصائل على خارطة الطريق مباشرة " صارت
الخلافات بينهم شديدة " وكشف عن انتظار المصالحة بينهم ومضى قائلا:" وما
أن بدأنا المحادثات حول إيقاف العدائيات وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في المنطقتين ودارفور حتى
تبدت عدم رغبة الحركات في السلام .
خارطة الطريق لرفع الضغط الإقليمي والدولي
عنهم واتضح أنهم متفقون على عدم تنفيذ خارطة الطريق ولا المضي الى الأمام في
العملية السلمية . وكشف عن إتفاق على أربع مسودات في مسار مفاوضات دارفور لكنهم
عادوا مجددا بخمس عشرة نقطة خلافية جديدة ما دعا الآلية الإفريقية لوصفهم "
بعدم الجدية " في الوصول إلى سلام .
التفاوض ... عقبة أولى
ظلت قضية ملف المساعدات الإنسانية واحدة
من أبرز العقبات التي تجابه المحادثات وكانت العنوان الأبرز لفشل عشر جولات
متتالية للمحادثات التي دعت لها الالية الإفريقية الحكومة وقطاع الشمال في العاصمة
الإثيوبية أديس أبابا – مقر مؤسسات الاتحاد الإفريقي – وفيما تقدمت الحركة الشعبية
في وقت سابق بمقترح لتقديم المساعدات الإنسانية بتطبيق اتفاقية "جبال النوبة
2002م تمسكت الحكومة وقتها بأن تأتي معالجة القضية الإنسانية في إطار اتفاق مشترك
لإيقاف إطلاق نار شامل لضمان حماية الممرات الإنسانية والعاملين في مجال نقل
المساعدات للمتضررين ، بعدها أبرمت الحركة الشعبية اتفاقا منفصلا مع كل من العربية
لنقل المساعدات الإنسانية لمناطقه كما وقعت في فبراير وأغسطس 2012 المعروفتان بأسم
الاتفاقية " الثلاثية " لنقل المساعدات ملزمة للطرقين لكن الحركة
الشعبية عقب علمها بتوقيع الحكومة رفضت الالتزام بتنفيذ الاتفاقية واشترطت خلال
جولات المحادثات بأن تتم عمليات نقل افغاثة إلى مناطق سيرتها دون تدخل الحكومة
لانعدام الثقة فيها لكن الوفد الحكومي رفض ذلك الاشتراط بشدة ، وقال إن نقل
الإغاثة عبر الحدود من دون علم الحكومة يخالف القانون الدولي الإنساني . وأشار إلى
أن الحركة الشعبية تطالب بإيقاف جزئي لإطلاق النار لتمرير الإغاثة لمناطق وجودها
فيما تطالب الحكومة بإيقاف شامل لإطلاق النار لتوصيل الإغاثة للمتضررين ، ثم عادت
الحركة الشعبية قطاع الشمال وتقدمت بمقترحات بديلة في مارس 2014 تركزت حول فتح
الممرات وان يتم نقلها عبر وكالات الأمم المتحدة الإنسانية المتخصصة دون أي قيود
أو شروط مسبقة مع إنشاء آلية لحماية المدنيين المحتاجين ، لكن مفوض العون الإنساني
والرئيس السابق للجنة الإنسانية التابعة للوفد الحكومي المفاوض د. سليمان مرحب قال
في حديث ل( سوداني) إن القضية الإنسانية مرتبطة ببقية الملفات التفاوضية الأخرى
ولن تنفصل عنها وأكد تمسك الوفد بعدم إيقاف عدائيات لأغراض إنسانية متهماً الحركة
الشعبية قطاع الشمال بالسعى لاستغلال المساعدات الإنسانية لأغراض عسكرية وكذب مرحب
التقارير التي تقدمت بها الحركة الشعبية عن أعداد المواطنين الذين هم بحاجة
للإغاثة والمساعدات وأضاف حينها : " الإحصاءات الرسمية للدولة بان عدد
المتضررين في ولاية جنوب كردفان لايتجاوز 70ألف نسمة كما تقول الحكومة غن عدد المتضررين
بولاية النيل الأزرق 30 ألفاً . وتشير الحركة إلى أن أعدادهم نبلغ 300 ألف نسمة
هذا بخلاف أن 90% من المتضررين موجودون في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة .
لاشريان حياة آخر:
كبير مفاوضي الحكومة إبراهيم محمود ركز في
حديثه كثيراً حول مسألة المساعدات الإنسانية حيث تم إتهم وفد القطاع بطرح شروط
تعجيزية مخالفة للتي تم الاتفاق عليها في الجولة التي سبقت خارطة الطريق حيث تم
الاتفاق على نقل المساعدات عبر مطاري " كادقلي والدمازين " لقربهما من
مناطق الحاجة للمساعدات ، وقال إن الجانبين أقرا أن تصل هذه المساعدات ويتم
تفتيشها ثم ترحل لمناطق الحركة ، وقال إن وفد الحركة أتى عقب خارطة الطريق بموافقه
القديمة ممثلة في اصرارهم على وصول المساعدات من خارج السودان عبر جسر جوي ينطلق
من " لوكشوكو في كينيا وجوبا وأصوصا الإثيوبية " وأوضح بأن الوفد
الحكومي تساءل عن ما إذا كان نقل المساعدات من خارج الحدود هو " شريان حياة
جديد " لإطالة أمد الحرب جنوب كردفان والنيل الأزرق بمثما أسهم شريان الحياة
في إطالة أمد حرب جنوب السودان قبل الانفصال .
ورفض محمود تكرار هذه التجربة التي قال إنها جعلت من أرض السودان مفتوحة
لمن يريد أن يصل لها أن يمر بدولة السودان وعده شرطا تعجزيا من قبل الحركة اشعبية
قطاع الشمال التي قال إنها تطالب بجسر جوي لنقل السلاح لمناطقها وأنها تريد أن
تستغل المسألة الإنسانية لأغراض سياسية وعسكرية .
أسباب تعثر إيقاف إطلاق النار :
إبراهيم محمود قال إن الوفد الحكومي كان
جاداَ في توقيع أيقاف إطلاق النار مؤكدا عدم وجود ما يمنع من توقيع اتفاق لولا أن
الحركة الشعبية قطاع الشمال عملت على تسميم الأجواء التفاوضية من قبل بداية
المحادثات من خلال المؤتمر الصحفي الذي غقده رئيس وفدها ياسر عرمان الذي بدأ في
توجيه انتقادات للحكومة وإصدار القطاع الشمال لبيانات ماجعل البيئة التفاوضية كلها
" غير مواتية " وقال عندما بدأ ياسر عرمان التحدث عن هيكلة الجيش وحل
المليشات لم نكن حينها بصدد مناقشة هذا الأمر وزاد : " نحن نتحدث عن حل
ملشياته وهو يريد ان يحل الجيش السوداني " . وأضاف : " هذا عبث هم لا
تهمهم معناة المواطنينن في المنطقتين ولا السودان يهمهم ... فقط استمرار البزنس من
الحرب ونحن سنمضي مع المجتمع الدولي لفرض السلام وليس هنالك حديث يعلو فوق الحديث
عن السلام والاستقرار في السودان والذي يسير في طريق مخالف لطريق السلام
والاستقرار في السودان سوف يكون هو الخاسر " مؤكداَ ان الجزء المتعلق بإيقاف
إطلاق النار هو مسؤولية الدولة والقوات المسلحة في حماية حدودها وهذا كان واضحاً
بأن تقوم القوات المسلحة بهذه الوجبات دون الضرر بهم وهذا مارفعناه للوساطة وواقفت
علية ولكنهم ليعرقلوا ذلك أصروا أن تأتي المساعدات لناطق عبر الطيران ".
عبد الباسط إدريس
تعليقات
إرسال تعليق