نقوش على جدار حفل التوقيع
الذين
تابعوا التوقيع على خارطة الطريق أمس الأول لاحظوا مشهدين مهمين لخصا كل الذي جرى
في أديس قبلها . بدا كما لو أن الموقعين يتجرعون سما لايوقعون على خارطة طريق !
! حتى الابتسامات غابت عن وجوه ولو لا
ابتسامتا مريم الصادق وجبريل لظننت أنني (في بين بكا جنازتو حارة) ؛ أو أن هؤلاء
الموقعين قد جاءوا إلي طاولة التوقيع مكرهين وتحت الضغط الشديد . بالفعل كان
الموقعون (واقعين) تحت ضغط جماهير جرت تعبئتها وترتيبتها على كراهية الإنقاذ
وشيطنتها نهائيا بحيث لم تعد الجماهير ترضى بأن اتفاق مع (الشيطان الأكبر) وتلك هي
مصيبة المعارضة الغوغائية التي تقود جماهيرها بطريقة يغيب فيها الوعي وإذا ما
احتاجت لأي ظرف للعقل ، لم تجده ، ولذا على لجميع أن ياخذ الدروس والعبر فلا داعي
للتطرف في المواقف .
بدا
لي أن أفضل موقف كان يومها هو موقف الإمام الصادق الذي كان منسجا دائما مع خطه
الداعي للحوار وعدم استغراقه في العدائيات وظلت قنوات مفتوحة مع النظام في أحللك
الظروف . أمبيكي الذي كنت أتوقع أن يكون أسعد الناس ، كان وجهه مكفهرا في حفل
التوقيع ولا أعرف سببا لذلك ولكن يبو ان مآلات الحدث ضاعفت من مسؤولياته ، إذ لا
تعني خارطة الطريق أي شيئ إذا لم يتواصل الأطراف إلى اتفاق .
الحكومة
التي وقعت عل اتفاق في مارس الماضي رغم أنها أبدت سعادتها (بإذعان) نداء السودان ال(الله هداهم) إلا أنها في قرارة نفسها كانت تفضل ان تظل
المعارضة في جهجهتها تلك لتقع تحت ضغط المجتمع الدولى الكثيف ، إذا كان افتراضي
هذا صحيحا فغنها بذلك تعاني من قصر نظر ولا تدرك المخاطر التي تحدق بالبلاد إذا
استمر هذه الحروب واستطالت أجواء عدم الاستقرار التي تعيش فيها البلاد . كان الفضل
أن تحضر الحكومة حفل التوقيع وتهنئ الموقعين وتلقي كلمة تمهد المفاوضات في جو صحى
.
تبدا
المفاوضات بمساري المنطقتين ودارفور وهما مساران قطع فيهما المفاوضون أشواط عديدة
وتبقت خطوات محدودة لكنها صعبة وخطرة تكتنفها تعقيدات شتى ، فالتفاوض على وفق
العدائيات بما يقود لوفق إطلاق النار سنبدأ منذ الغد - بإذن الله - الكشف عن مواقف الأطراف الحقيقية من البنود
المذكورة أعلاه. كذلك لا يعرف أحد ماذا سيجري في قضية التفاوض السياسي للمنطقتين
الذي قررته خارطة الطريق في ظل عدم اعتراف حركات دارفور بالأستفتاء ولا بوثيقة
الدوحة وكذلك مطالبة الحركة الشعبية بموضوع الحكم الذاتي الذي ستعيد طرحه مرة أخرى
. الأسوأ أنه لا أحد يملك رؤية لكيفية دمج تلك المسارات مع المسار السياسي العام
الذي يصب في توصيات مؤتمر الحوار الوطني الذي رفعت توصياته وتنتظر العاشر من
اكتوبر القادم لإجازتها.
ملحوظه:
لم أتمكن من مغادرة الدوحة للالتحاق بتوقيع خارطة الطريق بسبب إجراءات التأشيرة إذ
جرت العادة بالسماح لنا بأخذ التأشيرة في مطار أديس أبابا ولكن القوانين تغيرت
وأصبح الشعب السوداني مثله مثل الجميع عليه أن يقدم طلبا لفحص قيل 84 ساعه .
فاتتني اللحظة التاريخية فحردت المفاوضات ولم أستطع ان أغضب من أحبابنا الإثيوبيين
وقلت ليهم ألف حق بعد تصريحات الترابي !!!!
عادل
الباز
تعليقات
إرسال تعليق