تعنت عرمان .. السلام لا يأتي بالضغوط!!!!
كتب
بالأمس أن الإرادة الدولية لا تصنع سلاما ، من الواضح أن تطاول أمد التوقيع من
جانب المعارضة على خارطة الطريق كان بفعل أجندة رافضة للسلام والتفاوض مع الحكومة
، مرة اخرى عادت مواقف (عرمان) توصد الباب أمام أية بارقة أمل في تسوية سياسية
وشيكة .
بالأمس
حمل السفير حسن حامد ، الناطق الرسمي باسم وفد الحكومة ، ياسر عرمان رئيس وفد قطاع
الشمال بالحركة الشعبية ، مسؤولية إطالة أمد الحرب بمنطقتي النيل الأزرق وجنوب
كردفان ، ووصفه بالصوت النشاز داخل الحركة الشعبية ، وأضاف "حديث عرمان سمج
ومكرور ويعني إطالة أمد الحرب ويمثل الصوت النشاز".
من
الواضح أن إصرار الوسطاء على المعارضة لتوقيع خارطة الطريق لن يفضي بنا إلى الواقع
الذي نريد ، طالما أن هنالك أصوات مازالت تصنع العراقيل أمام جهود التفاوض ، لم
تمض 48 ساعة على التوقيع ولم يجف مداد التوقيع حتى عادت الخلافات تظل أجواء أديس ،
وكان عرمان مثل كل مرة هو الصوت الذي يقصم ظهر المفاوضات .
لم
اتوقع أن تسفر الحركة الشعبية – قطاع الشمال عن نواياها بهذه السرعة مع أنني لم
أكن متفائلا أصلا بأن التفاوض سيمضي على نو يتجاوز عراقيل الماضي التي كانت تنسف
المفوضات في كل مرة ، كنت ادرك أن الأجواء مختلفة في هذه الجولة ، وأن خارطة
الطريق ستحدد إطار التفاوض بطريقة توصد الباب امام المزايدات التي عانينا منها
طويلا ، لكن خاب فالي فها هو عرمان يضع (العقدة في المنشار) قبل أن يقول المفاوضون
(بسم الله) وقبل أن يصل الحديث شيطان التفاصيل .
خطاب
عرمان حمل كثيرا من التعنت وهو يوقع خارطة الطريق ويتمسك في ذات الوقت بالاتفاق
الإطاري ، وكذالك ربطه لمفاوضات المنطقتين بقضية دارفور رغم توقيع جبريل إبراهيم
وأركومناوي على خارطة الطريق التي تمضي بمفاوضاتها إلى مسار الدوحة ، عرمان كذلك
تحدث عن تغيير الحوار الذي قطع أشواطا بالخرطوم ودعا غلى (حوار جديد).
كل
هذه التصريحات لم تكن مشجعة على القول بأن عرمان جاد في التوصيل لتسوية سياسية ..
تمنيناه أن يدخل في القضايا الاساسية وفقا لخارطة الطريق التي وقعها ويقيم الحجة
على الطرف الآخر .. لكن مواقفه الراهن يفسر بعدم رغبته في تحقيق السلام ، ويشير بجلاء إلى ان الحركة
الشعبية – قطاع الشمال جاءت إلى توقيع خارطة الطريق وهي مكرهة ولا تملك إدارة
حقيقية لتحقيق السلام ربما بسبب ضغوط المجتمع الدولى أو بسبب أوضاعها الميدانية أو
الأمرين معا.
اللواء
مصطفى محمد مصطفى ، ممثل القوات المسلحة وفي وفد التفاوض ، وصف حديث عرمان عن وقف
إطلاق النار لعام بغير العملي ولايفضي لحل سياسي أو عسكري ، وكشف عن خروقات عديدة
للحركة الشعبية على المواطنين ونهبهم بمناطق عديدة قال إنها موثقة لديهم ، وأضاف
" الحركة لم تتوقف في تعدياتها وخروقاتها تجاه المواطنين " وتابع
"لدينا رصيد كامل لخروقات الشعبية".
للأسف
حول عرمان المفاوضات حتي لحظة كتابة هذا المقال إلى (حرب كلامية) وهويرسل إشارات
سالبة لحلفائه في نداء السودان والفصائل المسلحة بأن التوقيع على خارطة الطريق لم
يكن إلا (تكتيك) لإرضاء المجتمع الدولي
وإفراغ المفاوضات من محتواها الحقيقي ، نعم الإرادة الدولية لاتصنع السلام.
محمد
عبد القادر
تعليقات
إرسال تعليق