المفاوضات ... حديث مابعد الانهيار
المفاوضات التي جرت في أديس أبابا خلال هذا
الأسبوع برعاية من الآلية الفريقية رفيعة المستوى بقيادة ثامبو أمبيكي ، ورغم ان
أسباب فشل المفاوضات باتت معلومة حتى لراعي ( الضان في بادية البطانة ) إلا أن
المتحدثين في الندوة كان يؤكدون أن ما حدث مخيب لآمال الشعب الذي كان يترقب وصول
الطرفين إلى وقف للعدائيات وإيصال الإغاثة للمتضربين توطئة لإعلان وقف إطلاق نار
شامل ، والانخراط في حوار يفضي إلى سلام ويطوي ملف الحرب نهائياً في منطقتين
ودارفور .
تفاصيل
ما حدث
وبدأ
عضو الوفد الحكومي المفاوض بشارة جمعة أرو غاضباً في حديثه وتبدو عليه علامات
الإحباط وخيبة الأمل جراء ماحدث في أديس ، وأسهب أرو في سرد تفاصيل ثلاث عشرة
جولة
تفاوض فشلت جلها في أن يصل خلالها الجانبان الى وضع أجندة واضحة لبداية التفاوض ،
لاسيما الست جولات الأولى ، ورغم الانفراجة التي حدثت في الجولة السابعة بسبب
صياغة ورقتين من الحكومة والحركة صاغتها الوساطة في ورقة واحدة وأودعتها منضدة
التفاوض إلا أن الحركة الشعبية - حسب
أرو - ظلت تراوغ وتسوف في الجولات التي
تلت جولة الانفراجة ، حتى وصل عدد الجولات إلى الرقم ثلاثة عشر بسبب تمسك عرمان
بمقترح قدمته دولة سويسرا في الجولات السابقة التي سبقت التوقيع على خارطة الطريق
، وقال أرو إن الورقة السويسرية كانت مرفوضة من الجانب الحكومي وظل عرمان يتمسك
بما ورد فيها من بنود ، لكن وفي
ندوة نظمها المركز القومي للأنتاج الإعلامي أمس اتفق المتحدثون حكومة ومعارضة على (شيطنة) الحركة الشعبية وأمينها
العام ياسر عرمان وحملوها مسؤولية فشل بعد أن أطلع
الوفد الحكومي على تفاصيل ماورد فيها وافق رئيس الوفد إبراهيم محمود على
الورقة ، واعتبر أن عرمان رفض
الموافقة ، واعتبر أن ماورد في الورقة
تاريخ تجاوزته الأحداث ، مايعني أن عرمان لم يطلع عليها لحظات التمسك بها .
أسرار
وخبايا
ويكشف
أرو أسرار وخبايا ما كان يدور في الغرف المغلقة ، ويقول أن في الجولة ماقبل
الأخيرة انسحبت الوساطة من طاولة التفاوض وتركت سكرتاريتها فقط للتنظيم ، ثم اقترح
عرمان أن نقلب الاوراق ونتحدث كسودانين ، واشار إلى ابراهيم محمود برئاسة الجلسة
التفاوضية . وتحدث عن الإسراع في حسم
القضايا الخلافية والوصول إلى سلام كسودانين ، لكن – والحديث لأرو – تغيرت نبرات
عرمان في الجولة الأخيرة وغير موفقه بعد أن استبشرت الوفود بأن الاتفاق بات مسأله
وقت ليس إلا ، وجاء إلى الجولة الأخيرة بروح مغايرة وبتعنت غريب وشروط تعجيزية من
ضمنها التمسك بمقترح الحركة لمسارات الاغاثة 80% للحكومة و20% للحركة الشعبية ، وشن أرو هجوماً غير
مسبوق على عرمان واتهمة بتكميم أفوه وفد المفاوض ، فهو ينصب نفسه رئيسا للوفد ولأي
لجنة يتم تكوينها داخل غرفة التفاوض ، ويمهمش العناصر التي تتبع له من أبناء
الهامش ، ويجلسون في غرفة التفاوض مبكمين .
حديث
المرارات
ولم
يشأ النائب البرلماني أحمد كرمنو أن يغرد خارج سرب موضوع الندوة ، لكن ابتعد
قليلاً واستدعى ذكرياته مرارته الشخصية في
تجرينه في حكومة مابعد نيفاشا أيام كان نائباً لمالك عقار في ولاية النيل الأزرق ،
وقال لا أرغب أن تعاد التجربة التي احتفظت فيها الحركة بجيشها ، حيث كانت الحركة
في شقها السياسي حكومة وشقها العسكري معارضة وأضاف انه شخص غير مرغوب فيه في مناطق
داخل ولايته يتواجد فيها جيش الحركة اشعبية ، وغير مسموح له بزيارة تلك المناطق
واشار إلى أن هذه التجربة ذاتها نفذتها الحركة وطبقتها على والى جنوب كردفان ،
وأستغرب كرمينو إصرار الحركة الشعبية على دمج منبري التفاوض - المنطقتين ودارفور – في منبر وأحد رغم انه
ليست ثمة علاقة تجمع بين المنبرين لكنه -
اي كرمنو – شكك في نوايا ياسر عرمان ، وقال إن الرجل دائما مايصر على معالجة القضايا بشكل قومي ، حرصاً على
مصالحه الشخصية وخشية أن تستفرد مجموعات تلك المناطق بتوقيع اتفاق مع الحكومة ، وقال إن الحركة الشعبية
نفسها لاترغب في السلام ، وتوقيها على
خارطة الطريق بعد الرفض المغلظ ماجاء الا
لايهام المجتمع الدولي بانهم مع خارطة . وشدد كرمنو على ان الاغاثة لامجال لنقلها
عبر دول خارجية لأنها في الأساس تستهدف
مواطنين تحتجزهم الحركة الشعبية في مناطق محددة .
استعجال
الحوار
وكعادتها
لم تفجر القيادية بالحركة الشعبية جناح السلام تابيتا بطرس في الخصومة ، وربما
تريد أن تحتفظ بشعرة معاوية مع رفاقها
السابقين ، وبدأت ها دئة وهي تتحدث عن
مواقف الحركة الشعبية المتشددة فيما يختص بملف المساعدات الانسانية ، وقالت بطرس
إنه ليس هنالك دولة محتلامة في العالم تسمح باختراق مطارتها بطائرات أجنبية ،
وأضافت هذا الأمر يتعلق بالسيادة الوطنية ولن نسمح به ، وترى بطرس أن أسباب فشل
التفاوض في ثلاث عشره جولة يتمثل في انعدام الثقة والإرادة والالتزام السياسي ،
لكن نائب الأمين العام للحركة الإسلامية على الحاج بدا محبطاً من نتائج التفاوض
الأخيرة ، وأستعجل قيام المؤتمر العام للحوار الوطني وتكوين حكومة الوفاق ، ثم
تنظر الحكومة الجديدة في ملف الحرب
والتفاوض مع حملة السلاح ، وقال أعتقد أن الحوار تأخر كثيراً ، وتساءل إلى أي مدى
سيستمر موضوع التأخير ؟ في وقت أن القضايا المطروحة يمكن أن تحسم خلال ستة أشهر
فقط ، وكتابتها في نصف ساعة ، وطالب أن تستمر لجان الحوار في ضياغتها المخرجات
وتنفيذها ، وانتقد الحاج التسويف في تنفيذ خارطة الطريق ، وقال إن القضايا التي
طرحتها الخارطة إجرائية تمثلت في ثلاثة قضايا استمر التباحث حولها لأربعة أشهر دون
نتيجة أضاف لايمكن أن ننتظر .
على
الدالى
تعليقات
إرسال تعليق