أجندة عرمان



قبل بدء المفاوضات الأخيرة بين الحكومة ونداء السودان في اعقاب توقيع المعارضة لخارطة الطريق ، سالني جاري في السكن عن توقعاتي للجولة التي تنطلق وفق معطيات جديدة عمادها ما تم الاتفاق عليه والتوقيع عليه في خارطة الطريق ؟
اجبته بانها ستكون كمثل الجولات  السابقات من حيث النتائج ، بل ستكون اكثر فشلا ، تفاجا صديقي من اجابتي الصادمة له وعدها تشاؤما مني ليس اكثر .
ابنت لصديقي بانه مادام ياسر عرمان رئيسا لوفد قطاع الشمال فلن يكون هناك اتفاق قط !!
فياسر عرمان في اعتقادي وبحكم التجارب التفاوضية لن يوقع على اتفاق مع الحكومة ولا غيرها ما لم يحمله الي القصر تعيينا وليس انتخابا .
المعطيات الجديدة والتي كان يراهن عليها الكثيرون بانها تحدث تغييرا نوعيا في مواقف قيادات المعارضة المسلحة ( عرمان وغيره ) وهي تدلف الي قاعات الحوار الا ان ذلك لم يحدث وبدا للجميع وبعد فشل الجولة بتعنت تلك القيادات انها وقعت على ( خارطة الطريق ) لاجل تفادي ضغط المجتمع الدولي .
فالحركة الشعبية وفصائل دارفور ، وقعت على خارطة الافريقية لرفع الضغط الاقليمي والدولي الذي تعرضت له ، لكنها لم تكن راغبة في الوصول الي اتفاق سلام .
لذلك بدات المماطلات من جديد بمؤتمر صحفي عقده ياسر عرمان قبل ان تبدا المفاوضات يكيل فيه الاتهامات ، بجانب اصدار بيانات قبل ان تكتمل المباحثات لتسميم الاجواء وخلق بيئة غير مواتية .
وبرهنت الوقائع ان توقيع عرمان على خريطة الطريق الافريقية الاسبوع الماضي كان عملية اجرائية بدليل ان الخلافات و ( العكننة ) انتقلت الي داخل اول جلسة مفاوضات .
الحكومة بحسب رئيس وفدها مساعد الرئيس ابراهيم محمود حامد وضعت كل الخيارات المنطقية من اجل وقف العدائيات وتشكيل لجنة مشتركة تعمل على ايصال المساعدات لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق ، الا ان رئيس وفد قطاع الشما وضع شروطا تعجيزية بايصال المساعدات عبر دول الجوار .
فعرمان طرح خيارات غير منطقية للوصول المساعدات الانسانية للمنطقتين من الخارج ، عبر لوكوشيكو في كينيا  وجوبا واصوصا في اثيوبيا ، وهذه الخيارات ستسهم في اطالة امد الحرب مثلما كانت الحركة الشعبية تفعل في الماضي بجنوب السودان من خلال ما يعرف بشريان الحياة ، وهذه في اعتقادي شروط تعجيزية من عرمان الهدف منها افشال جولة المفاوضات .
وعرمان بطرحه لنقاط تعجيزية اجهض جولة التفاوض وافشل المساعي الحثيثة نحو السلام ، وهذه النقاط جعلت رئيس الالية الافريقية ثامبو امبيكي ، يتضجر مما طرحه عرمان خلال هذه الجولة .
عرمان وصل به التعنت ذات جولة بالمطالبة بحكم ذاتي للمنطقتين في احدي الجولات الامر الذي قوبل برفض الحكومة مما ادي الي فشل الجولات السابقة واللاحقة .
الغريب في الامر ان عرمان عقب فشل الجولة الاخيرة قال ان الحكومة السودانية فقدت اكبر فرصة لتحقيق السلام ، وحملها مسؤولية انهيار الجولة الحالية باصرارها على عدم تقديم اي تنازلات رغم جهود الوسيط .
عموما الواقع يشير الي ان تعنتات عرمان وتمنعه يعود الي الاجندة الخفية التي يحملها الرجل ، لذا فان منطق الاشياء يذهب الي القول انه لن يكون هناك اتفاق بين الحكومة وقطاع الشمال في ظل وجود الاثنين ( عرمان والاجندة الخفية ) فاما ان يذهب عرمان عن رئاسة الوفد التفاوضي واما ان تذهب اجندته الخفية ) !!!!
وايما الاجلين مضي فان العودة بنتائج ايجابية للتفاوض هي اقرب .
رمضان محجوب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية