جنوب كردفان تحتضن النازحين ... والشعبية شمال تمنعهم المساعدات
الشعبية شمال تعاقب النازحين بالجنوب
المتابع للمشهد المأساوي الذي تمر به
دولة جنوب السودان الوليدة من حرب طاحنة تقضي على الأخضر واليابس بين فصائل تتناحر
من أجل السلطة متجاهلة ما يعاني منه مواطن الجنوب المغلوب على أمره من واقع فرض
عليه من قادته المتصارعين على كرسي السلطة لدولة تفتقر لأدني مقومات الحياة والذي
لم يجد ملاذاً أمناً سوى وطنه الأم السودان بولاية جنوب كردفان ، التي احتضنته كما
تحتضن الأم مولودها الآ أن النصف الأخر من الحركة الشعبية الأم المتواجد بمناطق
جنوب كردفان "قطاع الشمال" كان لها رأي آخر في مواصلة معاناة مواطن
الجنوب بعقابة ومنعه من إيصال إي مساعدات إنسانية يحتاجها في مناطق سيطرتها وهذا
يعد أمر طبيعى لما تفعله الحركة الشعبية الأم بدولة الجنوب بمواطنيها لأنه المنهج
الأساسي لقادة الحركة الشعبية جنوب والحركة الشعبية شمال .
وضع إنساني حرج
البيان الذي نشره مدير الشئون الإنسانية
والحماية المدنية بالمفوضية الأوروبية جان لوي دو بروير عبر برنامج الأغذية
العالمي والذي ذكر فيه الارتفاع الكبير لعدد النازحين القادمين من دولة جنوب السودان
الى داخل الأراضي السودانية بولاية جنوب كردفان يعقد الوضع الإنساني بالمنطقة
والتي تقف الحركة الشعبية قطاع الشمال عائقاً في طريق إيصال المساعدات الإنسانية
لهم في المناطق التي تسيطر عليها .
والذي أكده الكثير من النازحين أن الحركة
لا تولي المدنيين أدني أهتمام على الأرض عكس ما ظلت تردده دوماً ووضح جلياً في
إمتناعها من المشاركة ضمن المنظومة
الإقليمية والدولية من أجل إيصال المساعدات الإنسانية وتطعيم الأطفال .
الإسقاط الجوي يهدد حياة المدنيين
اللجنة التي تم تكوينها من (الإتحاد
الأفريقي وجامعة الدول العربية والحكومة السودانية) وقعت اتفاقية تقتضي بأن تقدم
الأطراف السودانية المعنية ( الحكومة ، الحركة الشعبية شمال ) كافة التسهيلات
المطلوبة لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين المتواجدين بمناطق سيطرة الحركة
بالمنطقتين ، وأهم بنود الأتفاقية إنطلاق كافة المساعدات الإنسانية التي يتم
توفيرها عبر منظمات دولية وتقدمها تلك المنظمات بكوادرها العاملة في المجال
الإنساني من داخل الأراضي السودانية تحت حماية السلطات السودانية وبإشراف منظومة
تضم الألية الثلاثية وومثلى الحركة والمنظمات الدولية التي تشرف إداريا على عملية
توزيع المساعدات إلا أن الحركة هي من رفض التوقيع على الإتفاقية والأصرار على
إدخال المساعدات عبر دول الجوار والأسقاط الجوي للمساعدات الأمر الذي رفضته
الحكومة السودانية مبرره أن عملية الإسقاط الجوي في مناطق بها عمليات من شأنه إسقاط
الكثير من الضحايا وسط المدنيين ، بينما عللت الإدخال براً عبر دول الجوار به
مخاطر كثيرة خاصة على منسوبي المنظمات الدولية التي ستمر باراضي دولة جنوب السودان
التي تشهد حرباً مستمرة منذ العام 2013م إضافة لعدم وجود طرق معبدة تساعد في تسهيل
نقل المساعدات الإنسانية لمواقع تواجد المدنيين .
إعتراض حملات التطعيم
لا يوجد مبرر منطقى يجعل الحركة الشعبيى
تمتنع عن الموافقة من تمرير المساعدات الإنسانية عبر الأراضي السودانية مع علمها
التام بأن إدارة وتنسيق العملية برمتها بإشراف كامل من " المنظمات الدولية
" وتشارك الأطراف المعنية ( الحكومة و الحركةالشعبية شمال ) كمراقبين وإبداء
الرأي والنصح فيما تقوم الأطراف الأقليمية (الإتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية
) التوفيق بين الأطراف أصحاب الشأن وتذليل كل المعوقات التي تعترضها .
وبسبب تعنت الحركة الشعبية في موقفها
تجاه قضية المساعدات الإنسانية حرمت الأجزاء المتضررة من الإغاثة منذ العام 2013م
وحتى يومنا هذا بالإضافة لتعطيلها برنامج
التطعيم ضد مرض الحصبة والذي إنطلق يتنظيم من قبل منظمتين دوليتين في العام 2014م
وحتى الفترة التي سجل فيها فريق حملة التطعيم ضد المرض أكثر من (2000) حالة يشتبه
في كونها حالة حصبة ، ويعتبر حرمان المدنيين المتعمد من الحركة لحقوقهم الصحية
إنتهاكاً وأضحاً للقانون الدولي الأ أن المجتمع الدولي ظل عاجز ومتغافلاً عن هذه
الجرائم التي ترتكبها الحركة دون أي ضغوط عليها لاثناها عن مواقفها المتعنته .
اليسار ينشر أفكاره وسط
أبناء النوبة
لا يخفي على أحد أن القادة الحاليين
للحركة الشعبية قطاع الشمال كل توجهاتهم ذات النهج اليساري ووضح ذلك من خلال الحرب
التي يقودها اليساريين بجنوب كردفان والنيل الأزرق كامتداد طبيعي لأفكار مؤسس
الحركة الشعبية الأم جون قرنق ويدعم ذلك بقاء القيادات التقليدية في مواقع القيادة
وعلى رأسهم ياسر عرمان الأمين العام للحركة الشعبية شمال والذي وجه الكوادر
اليسارية بنشر منهج الفكر اليساري وسط منسوبي الحركة بالمنطقتين ، والتضييق على
المسلمين من أبناء جبال النوبة بصفوف الحركة والشاهد على ذلك التصفيات الدموية
التي تمت لعناصر مسلمة تعمل في صفوف الحركة أثناء تأديتهم للصلاة ، كما قطع بيان
الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان الذي نشرت "صحيفة سودان تريبون"
مقتطفات منه في مطلع يونيو الماضي والذى حث فيه المجتمع الدولي بالإنتباه لمشروع
الأسلام السياسي الذي بدأ في السودان .
الحركة تهدم البني التحتية بالمنطقتين :
الحركة عمدت على إحتجاز المدنيين في
مناطق سيطرتها بغرض إستخدامهم كدروع بشرية وحرمانهم التحرك في الأماكن الأمنة
لممارسة حياتهم اليومية بصورة طبيعية ، وتتفاخر الحركة في هدم البنى التحتية
بمواصلة استهداف مدينة كادقلي عبر القصف بين كل فترة واخرى المرافق الصحية
والتعليمية التي تهم المواطن،وما وثقت له منظمة هيومن راتش وانش من انتهاكات
للحركة بمنطقة تنقولي محلية دلامي في مايو 2015 لمواطنين مدنيين عزل خير برهان
لممارسات الحركة الشعبية من انتهاكات .
تعليقات
إرسال تعليق