تعبان دينق وسر الـ (21) يوماً
أن يحدد مسؤول بعينه تاريخاً أو عدداً من الايام والشهور
لإنجاز مهمة يعلم تماماً أنه ينجزها ، لم يكن بالأمر الجديد في عالم السياسية التي
يعتقد الكثيرون أنها مبنية فقط على إطلاق الحديث على الهواء دون الإلتزام بما جاء
فيه .. فقبل ذلط صرح مساعد أول رئيس الجمهورية محمد الحسن الميرغني الموجود حالياً
في الولايات المتحدة الأمريكية " لأنجاز بعض المهام " أنه سوف يحل مشاكل
السودان في (181) يوماً إليه يدرك لماذا هذه ال(181) وليس (182) أو غيرها من
الأرقام .. وطالما أن الحديث للأستهلاك المحلى فقد ذهب التصريحح مع الهواء الطلق
ولم يبق مولانا في الخرطوم هذه الفترة حتى يحقق ماوعد به وتلك قصة أخرى .. تذكرت
تصريح نجل مولانا الميرغني والنائب الأول لرئيس دولة الجنوب تعبان دينق في ختام
زيارته للخرطوم يعلن أنهاتفق مع القيادة في السودان أن يحل المشالك العالقة بين
السودان ودولته في (21) يوماً فقط أي ثلاثة اسابيع من ختام زيارته للخرطوم أمس الثلاثاء
الثالث وعشرين من أغسطس – ذكرنا التاريخ لكي لاننسى ال (21)يوماً هذه! ولمن
لم يكن متابع لمجريات الأحداث والاتفاقيات الموقعة بين السودان ودولة الجنوب فإن
المشاكل التي تعهد النائب الاول لرئيس دولة الجنوب بحلها في (21) يوماً هي تلك
التي تم الاتفاق عليها منذ العام (2012) بين الدولتين وهي تتلخص في ضبط الحدود ،
الإمتناع عن دعم حركات التمرد المسلحة التي تنطلق من دولة الجنوب لزعزعة الأمن في
السودان – تفك حركات دارفور الإرتباط مع
قطاع الشمال ، بإضافة إلى فتح المعابر بعد تحديد المنطقة الصفرية ، وأخيراً تنشيط
أعمال اللجان المشتركة حتى تؤدي دورها ..
نقول إنه وبقراءة عجلى لواقع دولة الجنوب ومواقفها من تنفيذ تلك البنود طيلة هذه
السنوات أكثر من أربع سنوات – فإن محصلة الإنجاز في الموضوعات المشارإليها يكاد
يكون صفراً رغم أن الظروف كانت في دولة الجنوب أفضل مما عليه الآن بكثير – أمنيا
واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً .. فكيف
بتعبان دينق أن ينجز مهام عجزت عن إنجازها حكومته طيلة الأربع سنوات الماضية رغم
إالتزام رئيس الدولة شخصياً بكل ما إلتزم به تعبان دينق ؟ فهل فعلاً يستطيع النائب
الأول لرئيس دولة الجنوب وفي ظل الظروف التي يعمل فهيا ومعلومة بالضرورة للجميع ،
انجاو هذه المهام وفي الأيام التى حددها ؟؟ أم أنها تصريحات ربما تشير إلى نشوة
السلطة الجديدة التي جاءت به بديلاً لزعيم التمرد الدكتور رياك مشار بعد أن وصل مع
الفريق سلفاكر من خلافات وانعدام ثقة ماوصل إلية ؟؟ في تقديري أن تعبان دينق من
الذين يدركون الدور الذي يمكن أن يلعبه السودان في دعم الإستقرار في الجنوب ويدرك
أيضا حجم الكيد السياسي ولأذى الذي لحق بالسودان من جراء تصرفات وسلوك حكومة بلاه
التي عارضها لفترة طويلة وجاءت به اتفاقية أديس أبابا إلى (دست) الحكم مرة أخرى
دون أن يتغير الوضع كثيراً في دولاب الحكومة .. فهل يملك فعلاً القوة والتأثير
الذي يمكن أن يحدث به اختراقاً لمعالجة المشاكل العالقة بين بلادة والسودان خلال
الفترة التي حددها ؟؟؟ أشك في ذلك كثيراً لجملة أسباب ...أولها أن حكومة بلاه ظلت
ناكرة لدعم هذه الحركات المتمردة وظلت متبرأة تماماَ من دعم ورعاية قطاع الشمال
وراعي الضان يعلم أن قطاع الشمال يمثل الفرقة التاسعة والعاشرة من الجيش الشعبي
الذي يحكم جوبا... وأن قيادات وجنود وضباط الفرقتين يتلقون حتى مرتباتهم ورتبهم
العسكرية من جيش الحركة الشعبية ... فالمطلوب أولا الإعتراف ومن ثم العمل عل فك
هذا الإرتباط الضار جداً بالبلدين على حد سواء ... يعلم تعبان دينق أن حكومة بلاده
أضاعت فرصا ثمينة كان يمكن للسودان أن يجنيها ما يحدث الآن لقربه من طرف الصراع في
الدولة الوليدة ويملك من الإمكانيات والمؤهلات ما يجعله وسيطاً مناسباَ دون انحياز
لطرف دون الآخر ، طالما الهدف السلام والاستقرار ، إلا أن تجميد تنفيذ بنود
اتفاقية (2012) من قبل دولة الجنوب هو الذي اوصل دولة الجنوب لما هو عليه ، فهل
فعلاً يستطيع تعبان دينق إنجاز ماعجزت بلاده انجازه في أربع سنوات أن ينجزه في
(21) يوماً فقط ؟؟؟؟؟
عبد الملك النعيم
تعليقات
إرسال تعليق