الحزب الشيوعي .. العودة من المنفى !!



أعجنبني خروج الحزب الشيوعي إلى العلن وانعقاد مؤتمره في ردهات قاعة الصداقة المحتلة باهازيج الإنقاذ وهتافات الأسلاميين
نبارك للرفاق شفافية الأنعقاد الذي طال انتظارة ، ونتمنىأن تسهم مخرجات مؤتمر قاعة الصداقة في إقالة عثرة الحزب العريق وتحريره من قبضة التعتيم والدافع به إلى واجهة الآحداث مشاركا ومتحررا من قيود السرية المفرطة التي كبلته في الماضي.
عقد الحزب الشيوعي مؤتمراته على الإطلاق ، العنوان الأبرز في دورة الأنعقاد السادس هو ( الانفتاح على الحراك السياسي).
كثير من التغيرات طرأت على خارطة الحزب وجعلت من مؤتمر قلعة الصداقة هو الحدث الأبرز في تاريخ الشيوعين ، أهم هذه التطورات على الإطلاق ظهور تبارين يتصارعان على القيادة  ، تداعيات هذا التحول كانت سابقة لانعقاد وربما قصد بها التيار الأقوي تهيئة المسرح لإكمال فصل الدكتور الشفيع خضر وأنصاره.
رغم أن الشفيع كان يرأس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الخامس، لكنه غاب أو غيب من الحضور فعاليات المؤتمر السادس بقرار الفصل الذى القى بظلال  كثيفة على حراك المؤتمر العام وجعل مباراة الطرفين تحت الأضواء الكاشفة على غير عادة الشيوعين في التعتيم على قضايا الحزب الداخلية .
مؤتمر الحزب  الشيوعي على ايجابياته يدشن بداية 
للخلافات ولن يكتب نهاية لما حدث من مواجهة بين تيارى الخطيب والشفيع . إحدى القراءات تشير إلى أن 33 من أعضاء اللجنة المركزية ينتمون إلى تيار الخطيب ن بينما يمثل الطرف الآخر في الصراع ب(10) أعضاء رغم ما طاله من اجراءات فصل شملت اربعة من قياداته البارزين .
بالطبع هنالك حديث عن تلاعب بنتائج الفرز لكنها عملية دمقرطية يجوز للطرف المتضرر الطعن فيها ، غير أنه سيكون مطالبا بحيثيات تبرر ادعاءه بأن التيار الآقوى فرض نفسه على انتخابات اللجنة المركزية .
نجح الحزب فى إخراج صوته المبكوت وبرمجه من تحت الأرض ، وفازت الحكومة بجولة في إتاحة الحريات رغم الهتافات والتصريحات والخطابات النارية التى رددها قادة الشيوعي ، ونجحت الصحافة السودانية كذلك في تغطية فعاليات المؤتمر السادس للشيوعي بمهنية واحترافية تشير إلى وجود اعتدال سياسي في التعاطي مع نشاط الحزاب.
من يصدق أن يخصص التلفزيون القومي خبرا كاملا عن انعقاد مؤتمر الحزب الشيوعي ، هذا الأمر يمثل حالة نضج في تفكير النظام الحاكم ربما تمهد الطريق للمرحلة القادمة التى ستشهد عودة معارضين بعد توقيع خارطة يوم الاثنين المقبل في أديس أبابا .
خطفت الصحافة والتلفزيون بالأشتراك مع (كورال الحزب الشيوعي) نجومية المؤتمر السادس ، كورال الرفاق (اعجبني جداً) وهويرتدي الزي المحتشم ويثير حفيظة بعض الصوات اليسارية المتزمتة التى ردت ألأمر إلى شيوع ثقافة المؤتمر الوطني.
بالطبع هذا تعسف كبير وتسييس للتعامل مع الحريات الشخصية ، ما المدهش في أن تظهلر قناة سودانية بزي سوداني (عنوانه السترة) سواء أكانت تنتمي للحزب الشيوعي أو المؤتمر الوطني او الأمة.؟
الذهنية التي تفق على مثل هذه التفاصيل الثانوية وتغفل جوهر المؤتمر ومخرجاته ، عقلية انصرافية تسعى لتسطيح القضايا وأفراغ من محتواها .
على كل اثبتت التجارب أن الحزب الشيوعي بعض من ملح ونكهة السياسة السودانية ، المؤتمر أحدث حراكا كبيراً في الساحة يتناسب وتاريخ الحزب العريق.
 مسيرة الحزب الشيوعي موثقة بأصوات مبدعه وأبرزهم الغائب الحاضر بقوة محجوب شريف الذي كتب ذات يوم
محطة محطة بتذكر عيونك ونحن في المنفى
وبتذكر مناديلك خيوطها الحمرا ما صدفة
وبتذكر سؤالك لًي متين جرح البلد يشفى
متين تضحك سما الخرطوم حبيبتنا ومتين تصفى
سؤالك كان بيعذبنا ويقربنا ويزيد ما بينا من إلفة...
فهل عاد الحزب الشيوعي الأن من المنفى .. سؤال ستجيب عليه تطورات اللاحقة المؤتمر السادس ..!!
محمد عبد القادر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية