هل نجح الحوار الوطني !؟




أوشك الحوار الوطني على الوصول غلى محطته الآخيرة ، تبدأ الآن توصياته في الهبوط الامن على واقع السودانيين بعد أن حلقت اللجان الست في فضاء البحث عن حلول للمشكلات الوطنية  طيلة الأشهر الماضية.
كان (التيك اوف) صعبا لكن طائرة الحوار نجحت في الارتفاع وحلقت عاليا وأوشكت على الوصول إلى محطتها المنشودة بعد مرور عامين ونصف على إطلاق حوار الوثبة في يانير من العام 2014م.
انعقدت الجمعية العامة للحوار مساء أمس بقيادة الرئيس عمر البشير الذي قدم خطابا تصالحيا مميزا حمل تعهدات بتنفيذ نتائج المؤتمر العام للحوار  في العاشرمن أكتوبر المقبل ، وفرض الحوار أجندته على خارطة الفعل السياسي وتحول إلى رقم مهم في معادلة تشكيل الوقع القادم.
كل السفراء الإجانب في الخرطوم زاروا مقر الحوار الوطني ..(76) جهة أجنبية وصلت واستمعت من الأمانة العامة والمشتركين في الحوار بمن فيهم سفراء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية .
حصد الحوار الوطني تأييد الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي  والجامعه العربية والاتحاد الأفريقي والعديد من المؤسسات الدولية والأقليمية ... والتحق الحوار معارضون ومسلحون وشخصيات معارضة مؤثرة وأحزاب كبيرة والبقية في الطريق .
وجد الحوار الوطني زحما كبيرا وهو يضم (97) حزبا  وشخصيات  قومية ووطنية كلهم يطأون جمرة الأزمات السودانية ، أصبح الحوار جزء من النقاش السوداني في مجالسهم ومناسباتهم الاجتماعية ، لأنه جهد وطني خالص استهدف إيجاد حلول سياسية لمشكلات وطنية ظللت معلقة طوال ال(60) عاما الماضية.
نجح الحوار وأصبح ركنا رئيسا في أية تسوية قادمة لاستصحابة المجتمع السوداني خاصة أن اللافتات الحزبية لاتعبر عن أشواق وأجندة وهموم وافكار جميع السودانين ، معظم المواطنين خارج دور الأحزاب يبحثون عن حلول لمشكلاتهم المزمنة عبرالسياسين  ، أستحصب الحوار المكونات الاجتماعية فحصل على شرعية شعبية ضمنت له البقاء في أذهان ومجالس الناس .
نجح الحوار لأنه لم يكن مجرد (طق حنك) أو (مكياج ) لتزين وجه الحكومة.
حتى المؤتمر الوطني تصاعدت أنفاسه كثيرا ، لأن بعض التوصيات كانت تثير حساسية قياداته وتتعارض مع مبادئه المعلنة ن كان الحوار موافقا في تحويل  الشكوك إلى رصيد مصداقية وإثارة قضايا أساسية ومهمة أوجدت مساحة من الجدل داخل مكونات اللجان الست ، الحوار أحدث توافقا حول قضايا جوهرية تتعلق بنظام الحكم أحدث التقاءً وطنيا نادرا حول القضايا القومية ونجح  في تنمة الحس القومي تجاه المشكلات الكبيرة واقر أهمية كتابة دستور وقوانين تحقق العدالة الاجتماعية والسياسية وتقيم دولة القانون والعدل وتنظيم عملية التداول  السلمي للسلطة عبر انتخابات نزيهة وبمفوضيات مستقلة.
من المهم الإشارة إلى أن الحوار الوطني أطلق معتقلين ومحكومين سياسيين وأشاع أجواء تصالحية عززت من الحريات السياسية  ، وجعلت  ماكانت تطالب به القوى المعارضة واقعا معاشا في الساحة السودانية  ، استهدف المتحاربون قضايا كانت في عداد  المسكوت  عنه  ، الحوار  أوجد خارطة طريق واضحة نحو النهايات المرجوة في مختلف الملفات والمحاور التي تشكل جدلا بين المكونات السياسية .
 بالتاكيد لايمكن تبخس حوار بحث قضايا الحكم وإدارة البلاد وأفاض في ملف أهمية السلام وإيقاف الحرب ووضع الأسس العلمية للمصالحات بين  الناس ، وحدد فهما لادارة الاقتصاد وحسم جدل هوية السودانيين ، واقر استرتيجيات واضحة في مجال العلاقات الخارجية
محمد عبد القادر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية