الخرطوم وجوبا .. مباحثات مهمة
مباحثات مهمة احتضنها القصر
الجمهوري امس بين دولتي السودان وجنوب السودان ، حيث تراس النائب الاول الفريق ركن
بكري حسن صالح وفد السودان وتعبان دينق النائب الاول لرئيس دولة الجنوب وفد بلاده
، وتاتي اهمية اللقاء في انه اول لقاء يجمع بين الرجلين في محادثات مباشرة ورسمية
تتعلق بالعلاقات الثنائية بين بلديهما وبالتركيز على الاوضاع بدولة جنوب التي حدثت
بسبب التوتر السياسي بين جناح الفريق اول سلفاكير ونائبه السابق الدكتور رياك مشار
.
تعاون مفتوح
ورحبت الحكومة بزيارة تعبان ، ولفت
كمال اسماعيل وزير الدولة بالخارجية الي انه سيتم خلال الزيارة التباحث في مختلف
القضايا الثنائية المشتركة بجانب القضايا الاقليمية ، مؤكدا اهمية حل قضية الجنوب
عبر الايقاد بالتفاوض بين الاطراف ، وقال ان موقف السودان ثابت من مقررات الايقاد
وزاد قائلا ( اننا نستقبل تعبان باعتباره نائبا لرئيس دولة الجنوب وسيجد منا كل
التعاون ) .
لا تدخل في الشان الداخلي
وظل السودان رافعا مبدا عدم التدخل
في الشان الداخلي بدولة جنوب السودان باعتباره ليس طرفا في الصراع الدائر بين
الاطراف بالجنوب وان ابناء الجنوب والحكومة الرسمية هم من يحدد من سيكون رئيسا
ونائبا ، لانها قضية داخلية .
وموقفنا بصورة عامة هو التعامل مع
الاحداث كما هي ، باعتبار ان حكومة الجنوب حكومة شرعية .
مباحثات ثنائية
وانخرط بكري ودينق في جولة مباحثات
تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين والعمل على تجاوز ماحدث بالجنوب من اجل
مواطنيه ، ومن المتوقع ان تتوج الزيارة اليوم بلقاء الرئيس البشير .
ورغم ان سيناريو الحرب ظل السودان
يعمل جاهدا على عدم تججده الا ان الاحداث تسارعت بصورة لافتة بين الاطراف الجنوبية
، واشار كمال اسماعيل الي ان الزيارة تستعرض القضايا التي تهم البلدين على كافة
الاصعدة .
وفد رفيع
طبيعة الوفد الذي رافق دينق والذي
ضم وزير الدفاع والاستخبارات يرجح ان مهمة تعبان في المقام الاول تتعلق بفتح
مناقشة تنفيذ مصفوفة الترتيبات الامنية ودرج اي مسؤول رفيع من دول الجنوب ان
يرافقه رئيس الاستخبارات والامن والدفاع ، ولم يستبعد مراقب في الشان الجنوبي ان
يناقش الوفدان الاوضاع الامنية .
زيارة مهمة
ويرى مراقبون ان اهمية الزيارة
ترجع في المقام الاول لجوبا سيما في ظل ما يعانيه الجنوب من حروب ومواجهة نشر قوات
دولية ، فضلا عن ان الزيارة ستسد الطريق الامام حليف الخرطوم الاساسي مشار وانقاذ
ما يمكن انقاذه من ديمغرافية الجنوب في ظل ما يعانيه من حصار دولي ادي لانسحاب
معظم السفراء المعتمدين والبعثات الغربية والافريقية لدي جوبا على راسهم رئيس بعثة
الاتحاد الاوربي وسفير السودان في اعقاب تدهور الاوضاع الامنية والاقتصادية .
مغامرة سياسية
الانقلاب السياسي الذي قاده تعبان ضد
رئيسه مشار افرز بعد ماساويا جديدا على الجنوب ، فدينق الذي انضم لمشار عقب اقالته
من منصب حاكم ولاية الوحدة في يوليو 2012 التحق بالتيار الذي كان يقوده مشار ضد
سلفاكير عام 2013 ليجد نفسه نائبا للرئيس الامر الذي لم يجد التاييد الاقليمي
والدولي ، وذلك لان اتفاقية سلام اديس ابابا بين الفرقاء الجنوبيين وقعت مع مشار مما يعد فشلا للاتفاقية ، فضلا عن ان
دينق كان يري مراقبون لا يتمتع بثقل قبلي عند قبيلة النوير مقارنة بمشار وليس له
القدرة على السيطرة على النوير والجيش الابيض .
شرعية مشار
ورغم استقبال الخرطوم لتعبان الا
ان ذلك لن يقلل من حظوظ مشار الذي تقلد منصب نائب الرئيس بعد اتفاقية اديس ابابا
والتي اكدت نصوصها بان مشار نائبا لسلفاكير بشكل شرعي وبروتكولي ، وتتمسك دول
ايقاد بتلك الاتفاقية ، وهو ما اشار اليه الرئيس الكيني لتعبان خلال زيارته
الاخيرة لنيروبي ، حينما قال له ان مشار النائب الشرعي وفقا للاتفاقية والدستور .
احلام الطيب
تعليقات
إرسال تعليق