ثم ماذا بعد ....؟
بعد تعليق المفاوضات مع قطاع الشمال
بالحركة الشعبية وحركات دارفور بأديس أبابا إلى أجل غير مسمى ، ينبغي على الحكومة
التفكير بصورة عملية وسريعة وفاعلة لطرح مبادرات سياسية جديدة في إطار الحوار
الوطني وما يتصل به لمعالجة وضع المنطقتين ودارفور ، حتى تتمكن قوى المجتمع الحية
ومن يقبل بالسلام من المساهمة في إحداث تحول حقيقي على الأرض وبناء السلام من
الداخل وتعزيز فرص نجاحه بجانب العمل على تأمين كافة المناطق وتطهيرها من
المتمردين ، يتبع ذلك إبقاء على الباب
المفتوح متى ما أعلنت المفاوضات ذهبت إليها الحومة وهي في موقف أكثر قوة
وثباتاً بتماسك الداخل وحيويته ، وتكون قد
قويت شوكة الداخل من أجل الاستقرار ويكون قد تأهل بالفعل في مضمار التنمية
والخدمات ومشروع السلام بما ينزع عن المتمردين دعاويهم وأكاذيبهم وهم يتبنون قضايا
المواطنين في المنطقتين أو دارفور .
فلنجرب خطوة جديدة ، هنالك حالة من السأم
والضجر في الإقليم وفي المجتمع الدولي من الذي يجري في بلادنا وتعثر عملية
المفاوضات وصعوبة تحقيق السلام وتوقيع الاتفاق المطلوب ، وهذا الملل والخيبة في
جعل المتمردين شريكاً حقيقياً في السلام ، علينا الا نجعلها يسيطران على التفكير
المحلى هنا في الداخل ، حتى لاييأس المواطن ويفقد الأمل في أية إجراءات عملية أو
تسوية تنهي الحرب وتوقف القتال وأنهار الدم السوداني .
الخطوة الجديدة المطلوبة يمكن تأسيسها على
الواقع الحالى في دارفور التي عادت آمنة مطمئنة انحسر فيها التمرد ولم يعد له وجود
أو قوات في أي مكان سوى جيوب صغيرة في اعلى جبل مرة مهيضة الجناح ، كما أن الوضع
في جنوب كردفان والنيل الزرق تسيطر عله القوات المسلحة ليس لقطاع الشمال من وجود
سوى بعض المناطق التي تتواجد فيها قوات المتمردين قطاع الشمال في هذه الظروف الضاغطة
خاصة ما يجري في دولة الجنوب ، مواصلة الحرب والقتال كما كان متاحاً له في السابق
، حيث كانت خطوط الإمداد مفتوحة مع دولة
جنوب السودان ويتلقى الدعم من جهات مختلفة عبر حكومة جوبا .
والآن توجد مجموعات في داخل قطاع الشمال في
حركة الشعبية من اصحاب المصلحة ومن أبناء النوبة والنيل الأزرق ، أعلنت عن موقفها
هي ضد القيادة الحالية للقطاع ، يمكن لهذه المجموعة أن تبدأ في إطار أية خطوة أو
مبادرة جديدة تطرحها الحكومة العمل مع الداخل في المنطقتين لتغير الواقع وقيادة
دفته إلى اتجاه السلام والاستقرار والتنمية وسد النقص الخدمي وتحقيق تطلعات
المواطنين ، ويجب ان نقايس على ما جرى في دارفور ، فقد أسهمت بنجاح في جلب السلام
وانضمت لركبه وقوافله وهي بضع وثلاثين حركة مسلحة موجودة الآن في إطار الحوار
الوطني وهي جزء من الترتيبات والتدابير التي اتخذت على الأرض لمحاصرة ,إنهاء التمرد
في كل ربوع دارفور .
بالنسبة لجنوب كردفان والنيل الأزرق ، جان
الوقت لنرى مدى تأثير أبناء النوبة الراغبين في السلام داخل الحركة الشعبية مجموعة
إسماعيل خميس جلاب والمجوعة الأخرى التي
تزور الخرطوم كل مرة من أبناء النوبة بالخارج في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا
وأستراليا ، فهاتين المجموعتين يمكنهما الترافق مع قوى الداخل الفاعلة والمؤثرة
والتفاعل معها لإنجاز مبادرة الداخل وفرض السلام وتهيئة المناخ الملائم لتوسيعه
حتى تتخلص المنطقتين من وباء التمرد وجائحته المهلكة.
إذا كانت الحكومة تملك زمام المباردة
والمبادأة في مسرح العمليات العسكرية ولديها وجود ضخم للقوات في منطقتين وتستطيع
دحر التمرد ، فإن الخطوة الصحيحة هي ترافق
المبادرة السياسية والتنموية الجديدة بكل تفاصليها وأبعادها مع عمليات التطهير
والتنظيف وكنس التمرد وطرده بشكل نهائي حتى يختار السلام أو يتحمل النهاية
المحتومة ....
الصادق الرزيقي
تعليقات
إرسال تعليق