بعد أن خيرتهم حكومة الجنوب : الحركات المسلحة .. من يجرؤ على استضافتها ؟



طبقاً لما أوردته الأنباء ، خيّرت حكومة دولة جنوب السودان الحركات المسلحة لدارفور بتوافق أوضاعها تمهيداً لمغادرة أراضيها أو التجرد من السلاح والدخول في معسكرات لتكون تحت إشراف ورقابة الاستخبارات العسكرية لجوبا إلى حين معالجة الأوضاع بين الحركات والحكومة السودانية أو الأمم المتحدة .
من جهة أخرى ، سيلتقي النائب الأول لرئيس دولة جنوب السودان تعبان دينق بقيادات الحركة الشعبية – قطاع الشمال- في مفاوضات بأديس أبابا بغية الضغط عليهم بالخروج بنتائج إيجابية ، لاسيما وان عودة الأنتاج ببعض الحقول البترولية بدولة الجنوب لايتأتى إلا بخروج - قطاع الشمال -  من تلك المناطق بحسب قراءة دينق .
منطق الطرد :
طرد الحركات المسلحة ( حركات دارفور – قطاع الشمال ) يُعد واحداً من القضايا التي اتفقت عليها حكومتا السودان وجنوب السودان إبان زيارة النائب الأول للرئيس الجنوب سوداني سلفاكير إلى الخرطوم ؛ تلك جَرَت في الايام القليلة الماضية والتي خرجت باتفاق خارطة الطريق بين البلدين . جوبا بدأت تتحسس عافيتها بعد سنوات من الحرب ألقت بظلالها على علاقاتها مع الخرطوم ، وها هي تتقدم بثغر يحمل نصف ابتسامة وتمنح الخرطوم برهاناً على حسن النوايا تماشياً مع خطواتها الراملية لبناء علاقات طيبة مع السودان الذي بدوره فتح لها صفحة بيضاء تنتظر الوقائع التي ستكتب عليها عبر ماسيأتي به مستقبل العلاقات بين البلدين . ليبرز التساؤل حول أين ستيمم الحركات المسلحة وجهها ؟ وماهي الخيارات المتاحة لها أبعدت من دولة جنوب السودان ؟ .
الممسؤول السياسي لحزب العدالة وعضوآلية (7+7) بشارة جمعة أرو قال إنه لاتوجد خيارات أمام الحركات حال قيام جوبا بطردهم وتضييق الخناق عليهم سوى خيار السلام ، لاسما وأن الحدود المتاحة للحركات جميعها في دولة الجنوب ، وأضاف إلى أن الحوار الوطني سيضع تشخيصاً ومعالجات لتلك القضايا ، وبالتالي سينسف أرضية الحركات ويفرغها من محتواها .. بشارة اعتبر أنه بطرد الحركات مايضرب على الحركات من الموقع الاستراتيجي  لكونها الدولة الوحيدة الداعمة للحركات مايضرب على الحركات حصاراَ جغرافياً ، إضافة للتأنيب الذي سيقع على الحركات الرأي الداخلي والخارجي حال استمرارها في الحرب والذي سيفقدها مساعدة بعض الحركات والقوى الموجودة ...
وجهات محتملة :
الناطق الرسمي باسم تحالف الأحزاب الموقعة على السلام آدم عوض يذهب في حديثه ل(سوداني ) أمس ، إلى أن ثمة العديد من الوجهات الممكنة للحركات حال تأكدت نية جوبا في طرد الحركات ، واعتبر أن هنالك خيارين إما الالتحاق بالسلام وإكمال المفاوضات عبر خارطة الطريق " وبرأيي هذا هو الخيار الأنسب والأرحم للحركات المسلحة " ، أو الخيار الثاني ويتمثل في انتقال الحركات إلى ميدان آخر ؛ سواءً في أسمرا أو أديس أبابا أو ليبيا ، وأضاف : الخيار الثاني تكلفته عالية من جميع النواحي ، بالاضافة إلى أنه سيهزم عملية السلام ووقف الحرب .
آدم أكد أنه لايعتقد بقبول تلك الدول استقبال الحركات على أرضيها باستثناء لبيبا لأنها بالاساس دولة غير مستقرة ، وتسيطر الحرب على مكونتها السياسية والاجتماعية ، وتسيطر عليها مليشيات وبذالك هي الأقرب لإستقبال الحركات ، وأضاف : "لكن الباب موصد في كل من تشاد وإثيوبيا لأن حكومة السودان علاقاتها جيدة مع تلك الدول ، أما جوبا فهي أيضا تسعى لخلقعلاقات جيدة مع الخرطوم ، مع الوضع في الاعتبار أنه قد تطرأمتغيرات تنسيق كل هذا الواقع .
حصاركامل :
فيما يختص باستقبال الحركات في دول أخرى ، أكد بشارة بأنه لاتوجد حدود تلجأ إليها الحركات لتحتمي بها ؛ فدولة تشاد لاتوجد فيها فرص للحركات لأن دارفور أمرها الآن محسوم وتصريحات الحركات الدارفورية الحاملة للسلاح يبدو أنها اختارت السلام ، وبالتالي تشاد ليست أرضية يمكن أن تنطلق منها الحركات ، في المقابل إثيوبيا لن ترضى بأن تكون أرضيعا انطلاقة لمحاربة السودان وأيضا دول البحيرات اتخذت قرارها مسبقاً بمحاربة الحركات .
جوبا لاتملك قراراً :
فيما كان للمحل السياسي الحاج حمد رؤية أخرى ، ويذهب إلى أن جوبا تحدث عن طرد الحركات كما لو أنها تمتلك قرارها ، وأضاف في حديثه ل (سوداني ) أمس " ليست المرة الأولى التى تقول جوبا إنها ستطرد الحركات المسلحة من أرضيها إلا أنها تظل مجرد أقوال فقط ، ويعود السبب في ذلك إلى أن قرارات جوبا في يد النظام العالمي وهو الذي يقرر من يذهب ومن يبقى ، وإلى لم نسمع بقرار من الولايات المتحدة أو فرنسا يختص بطرد الحركات المسلحة من جنوب السودان . ومن جانبه ذهب أستاذ العلوم السياسية د. إبراهيم ميرغني في حديثه ل( سوداني ) أمس ، إلى أن دولة جنوب السودان لايوجد فيها سيطرة للحكومة وأن مايعيشه الجنوب هو صراع بين قبيلتي النوير والدينكا الأمر الذي يتطلب شيئا من الحذر عند التعامل معها وأضاف : " لن تخرج الحركات من الجنوب إذ أن هناك  مناطق كثيرة خارج سيطرة الحكومة "
جواهر جبريل

تعليقات

  1. خريطة مخططات جنوب الخرطوم
    للحصول على خريطة مخططات جنوب الخرطوم عليك زيارة موقعنا حيث اننا نمتلك الكفاءة والخبرة الطويلة فى هذا المجال كما اننا نعمل على تقديم كافة الخدمات التى عن طريقها سوف تتمكن من الحصول على هذة الخدمة فى أفضل صورة لها وفى اسرع وقت ممكن لذا يمكنك الان ان تتواصل معنا اذا اردت الحصول على خريطة مخططات جنوب الخرطوم و خريطة الاندلاس الخرطوم و سعر الريال في بنك الخرطوم
    خريطة الاندلاس الخرطوم
    https://www.alsoug.com/

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية